كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي مايو ٢٠٢٣م
صفحة 1 من اصل 1
كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي مايو ٢٠٢٣م
[rtl][size=19]فضاءات لغويةرضي السماك
طه حسين في إذاعة الكويت
الثلاثاء 02 مايو 2023
تحتفل الأوساط الأدبية والثقافية في مصر والعالم العربي- كما يُؤمل- في الخريف القادم، وتحديداً في الثامن والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، بذكرى مرور نصف قرن على رحيل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وبهذه المناسبة الجليلة، وحتى يحين ميعادها، فإنه -بالإضافة إلى ما كتبناه من مقالات سابقة- سنخصص سلسلة من المقالات الجديدة نتحدث فيها عما تركته هذه القامة العربية المتميزة من آثار أدبية وثقافية في منتهى الأهمية، وما خاضته أيضاً بشجاعة من معارك ثقافية وفكرية مازالت تلقي بظلالاتها الكثيفة ودلالاتها المهمة على حاضرنا؛ نظراً إلى أن القضايا التي ناضل من أجلها، ونذر حياته لتحقيقها مازالت هي هي لم تغادرنا ولم تُحل، لا بل أنها أزدادت تعقيداً، لتتسع فجوة تخلفنا الحضاري الشامل على اختلاف الأصعدة، والتي حذّر العميد من بوادرها في سني حياته الأخيرة، وباتت اليوم أشد ظلاماً من العصر الذي رحل فيه طه حسين عن عالمنا، غداة هزيمة يونيو/ حزيران 1967.
واستهلالاً بهذه السلسلة الجديدة من المقالات، نبدأ بهذه المقالة التي سنستعرض فيها أبرز ما دار في حوار إذاعي نادر مع طه حسين استغرق أكثر من ثلاثين دقيقة، سجلته وبثته إذاعة الكويت عام 1968 ،وقد أجراه معه الإعلامي المعروف الاُستاذ نجم عبد الكريم حيث وجّه إليه مجموعة من الأسئلة المهمة، والتي يمكننا تلخيص إجاباتها الرصينة القيّمة في النقاط التالية:
- أنه لو استمر في دراسته الفقهية التي ثار من من أجل إصلاح مناهجها خلال العقد الثاني من القرن الماضي ولم يُفصل من الأزهر لظل شاباً ثائراً متمسكاً بموقفه الإصلاحي( ويكشف النقاب هنا عن الأسباب الكيدية لترسيبه في المؤسسة التعليمية الدينية في ذلك الزمن). وإذ أثنى على الإصلاحات التي اُجريت على مناهجها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فإنه رأى فيها" بعض العجلة"، وتمنى لو تم الإصلاح بحيث تُعادل علمياً شهادة الثانوية الأزهرية بالثانوية العامة.
- أنه لمس، من خلال قراءاته للصحف الإيطالية والفرنسية، أثناء نقاهته في إيطاليا، بأن ثمة تعاطفاً من قِبل الرئيس الفرنسي شارل ديجول مع العرب، غداة نكسة 1967، وإن كان الشعب الفرنسي ومثقفيه مازالوا متعاطفين مع اليهود وإسرائيل؛ بحكم دعايتهم السياسية القوية السارية في أوساط المجتمع الفرنسي، وبحكم أيضاً المصالح التي تربط الفرنسيين بهم.وهنا استطرد العميد معبراً عن دهشته الكبيرة من انحياز الفيلسوف والمفكر الفرنسي الكبير جان بول سارتر لإسرائيل بُعيد هزيمة 1967، هو الذي حل ضيفاً على مصر قبلها ودار بينه وبين عبد الناصر حديث ودي استمر لثلاث ساعات.
- إن خفوت صوت النقد الأدبي في السنوات الأخيرة إنما يفسره انحطاط الإنتاج الأدبي، وإذ أنتقد انتاجات الشباب الأدبية وقتذاك ، ترحم على عصر عاش فيه الناقد المعروف الدكتور محمد مندور، كما تأسى على افتقادنا لإنتاجات الأدب العربي القديم الذي كان أدباً عالمياً "بأدق معاني هذه الكلمة "على حد تعبيره" ، حيث كان هذا الأدب العربي في زمانه يضاهي إنتاجات الأدبين اليوناني واللاتيني، وانتشر أكثر ممن أنتشر هذين الأدبين، إذ انتشر في الشرق إلى الهند، وانتشر في الغرب إلى الأندلس . ولم تفت العميد بهذه المناسبة التذكير بعصر من عصور الأدب العربي الأخيرة ظهر خلالها متألقاً وأضحى فيه أدباً عالمياً، وتُرجمت أنتاجاته إلى بعض الصحف الأوروبية العالمية ( لعله يقصد عصر النهضة العربية)،كما تُرجم عدد من الكتب إلى كل اللغات الكبرى الأوروبية، فيما تأخرت عالميته الآن وضعف الأدب العربي ( أي في توقيت الحوار) .
- وحمل العميد بشدة على الكتابات المسرحية لتوفيق الحكيم ونعمان عاشور والفريد فرج وعبد الرحمن الشرقاوي، ورشاد رشدي، لأن معظمهم يكتبون بالعامية، أو لأنهم لا يرسلون إليه أنتاجاتهم . كما انتقد عبقريات عباس محمود العقّاد؛ لأنها فلسفية عصية على الفهم.( فما بال جيلنا حيث قُررت علينا إحداها في الثانوية زمن المناهج المصرية!).
- وأخيراً يؤكد الدكتور طه حسين بأنه حيثما وجد فراغاً من الوقت يحب دائماً الاستماع إلى تلاوة من آيات الذكر الحكيم من إذاعة القرآن الكربم المصرية، كما يستمع إلى الموسيقى القديمة الكلاسيكية الأوربية.
[/rtl][/size]
[rtl]
التعليقات[/rtl]
طه حسين في إذاعة الكويت
الثلاثاء 02 مايو 2023
تحتفل الأوساط الأدبية والثقافية في مصر والعالم العربي- كما يُؤمل- في الخريف القادم، وتحديداً في الثامن والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، بذكرى مرور نصف قرن على رحيل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وبهذه المناسبة الجليلة، وحتى يحين ميعادها، فإنه -بالإضافة إلى ما كتبناه من مقالات سابقة- سنخصص سلسلة من المقالات الجديدة نتحدث فيها عما تركته هذه القامة العربية المتميزة من آثار أدبية وثقافية في منتهى الأهمية، وما خاضته أيضاً بشجاعة من معارك ثقافية وفكرية مازالت تلقي بظلالاتها الكثيفة ودلالاتها المهمة على حاضرنا؛ نظراً إلى أن القضايا التي ناضل من أجلها، ونذر حياته لتحقيقها مازالت هي هي لم تغادرنا ولم تُحل، لا بل أنها أزدادت تعقيداً، لتتسع فجوة تخلفنا الحضاري الشامل على اختلاف الأصعدة، والتي حذّر العميد من بوادرها في سني حياته الأخيرة، وباتت اليوم أشد ظلاماً من العصر الذي رحل فيه طه حسين عن عالمنا، غداة هزيمة يونيو/ حزيران 1967.
واستهلالاً بهذه السلسلة الجديدة من المقالات، نبدأ بهذه المقالة التي سنستعرض فيها أبرز ما دار في حوار إذاعي نادر مع طه حسين استغرق أكثر من ثلاثين دقيقة، سجلته وبثته إذاعة الكويت عام 1968 ،وقد أجراه معه الإعلامي المعروف الاُستاذ نجم عبد الكريم حيث وجّه إليه مجموعة من الأسئلة المهمة، والتي يمكننا تلخيص إجاباتها الرصينة القيّمة في النقاط التالية:
- أنه لو استمر في دراسته الفقهية التي ثار من من أجل إصلاح مناهجها خلال العقد الثاني من القرن الماضي ولم يُفصل من الأزهر لظل شاباً ثائراً متمسكاً بموقفه الإصلاحي( ويكشف النقاب هنا عن الأسباب الكيدية لترسيبه في المؤسسة التعليمية الدينية في ذلك الزمن). وإذ أثنى على الإصلاحات التي اُجريت على مناهجها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فإنه رأى فيها" بعض العجلة"، وتمنى لو تم الإصلاح بحيث تُعادل علمياً شهادة الثانوية الأزهرية بالثانوية العامة.
- أنه لمس، من خلال قراءاته للصحف الإيطالية والفرنسية، أثناء نقاهته في إيطاليا، بأن ثمة تعاطفاً من قِبل الرئيس الفرنسي شارل ديجول مع العرب، غداة نكسة 1967، وإن كان الشعب الفرنسي ومثقفيه مازالوا متعاطفين مع اليهود وإسرائيل؛ بحكم دعايتهم السياسية القوية السارية في أوساط المجتمع الفرنسي، وبحكم أيضاً المصالح التي تربط الفرنسيين بهم.وهنا استطرد العميد معبراً عن دهشته الكبيرة من انحياز الفيلسوف والمفكر الفرنسي الكبير جان بول سارتر لإسرائيل بُعيد هزيمة 1967، هو الذي حل ضيفاً على مصر قبلها ودار بينه وبين عبد الناصر حديث ودي استمر لثلاث ساعات.
- إن خفوت صوت النقد الأدبي في السنوات الأخيرة إنما يفسره انحطاط الإنتاج الأدبي، وإذ أنتقد انتاجات الشباب الأدبية وقتذاك ، ترحم على عصر عاش فيه الناقد المعروف الدكتور محمد مندور، كما تأسى على افتقادنا لإنتاجات الأدب العربي القديم الذي كان أدباً عالمياً "بأدق معاني هذه الكلمة "على حد تعبيره" ، حيث كان هذا الأدب العربي في زمانه يضاهي إنتاجات الأدبين اليوناني واللاتيني، وانتشر أكثر ممن أنتشر هذين الأدبين، إذ انتشر في الشرق إلى الهند، وانتشر في الغرب إلى الأندلس . ولم تفت العميد بهذه المناسبة التذكير بعصر من عصور الأدب العربي الأخيرة ظهر خلالها متألقاً وأضحى فيه أدباً عالمياً، وتُرجمت أنتاجاته إلى بعض الصحف الأوروبية العالمية ( لعله يقصد عصر النهضة العربية)،كما تُرجم عدد من الكتب إلى كل اللغات الكبرى الأوروبية، فيما تأخرت عالميته الآن وضعف الأدب العربي ( أي في توقيت الحوار) .
- وحمل العميد بشدة على الكتابات المسرحية لتوفيق الحكيم ونعمان عاشور والفريد فرج وعبد الرحمن الشرقاوي، ورشاد رشدي، لأن معظمهم يكتبون بالعامية، أو لأنهم لا يرسلون إليه أنتاجاتهم . كما انتقد عبقريات عباس محمود العقّاد؛ لأنها فلسفية عصية على الفهم.( فما بال جيلنا حيث قُررت علينا إحداها في الثانوية زمن المناهج المصرية!).
- وأخيراً يؤكد الدكتور طه حسين بأنه حيثما وجد فراغاً من الوقت يحب دائماً الاستماع إلى تلاوة من آيات الذكر الحكيم من إذاعة القرآن الكربم المصرية، كما يستمع إلى الموسيقى القديمة الكلاسيكية الأوربية.
[/rtl][/size]
[rtl]
التعليقات[/rtl]
مواضيع مماثلة
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي مايو ٢٠٢٣م
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي مايو ٢٠٢٣م
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي مايو ٢٠٢٣م
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي مايو ٢٠٢٣م
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي مايو ٢٠٢٣م
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي مايو ٢٠٢٣م
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي مايو ٢٠٢٣م
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي مايو ٢٠٢٣م
» كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي مايو ٢٠٢٣م
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى