مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري
صفحة 1 من اصل 1
مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري
الحب في الطب
زوجتي تَدرسُ علوم الطّب والجراحة، فِي المرحلة السريرية(Clinical: أي المرحلة العملية)..
مَضى على زواجِنَا أربعة أَشْهُر، فِي بادِئ الأمر كانت رافضة لفكرة الزواج الآن، بحجةِ أنّ هذا يتعارض مع دِراستِهَا، قُلتُ لَهَا جُملةً جعلتها تبكي وتُغيّر تفكيرهَا:
" عندما طلبتُ يدكِ ليس لأجعلهَا ضعيفةً إِنَّمَا أَردّتُ أَنْ أُنْبِت عَلَيهَا ريشًا يُحلقُ بكِ إلى الثُرّيَا" ..
لم يُكنْ الأمر سهلًا البتّة، كان عليّ أن ألتزم بِكُلِّ شَيْءٍ يَخُصهَا، كُنتُ دائمًا استيقظُ قبلهَا، أجهزُ لَهَا كُلّ ما يخصها، لأَنَّهَا دائمًا ما تكون مُتعبة مِنْ الدراسة ..
الفترة الأشدّ سوادًا، كُنت أبغضها أكثر مِنْهَا، فترة الإمتحانات، دائمًا ما تجعلهَا تبكي، وأُلقي بالشتائم على وزارة التعليم العالي، وأقول لَهَا لو رأوْا دموعكِ لتمّ إلغاء ما يُسمى إمتحانات ..
جاءتني بكتابٍ للطب الباطن(Internal Medicine )، تبذلُ جهدًا في حملهِ، يُسمى(Davidson’s Medicine), بصوتٍ أقرب للبكاءِ قالت لي: سأمتحن في كُلِّ هذا بعد شهرٍ فقط ..
قُلت لَهَا ما زال لدينا الوقت، هيّا سندرسهُ معًا، سأجعلكِ تشرحين لي وأرددّ معكِ ما تريدين حفظهُ، هذا سيُسهل عَلَيْكِ كثيرًا، ابتسمت وقالت لي: فكرة رائعة، هَيّا لننفذهَا ..
البداية كانت رائعة جِدًّا؛ لكنني لم استطع أَنْ أصمد كثيرًا، فأبحرتُ بعيدًا في جمالِ عينيهَا، فجأة إذا بالكتابِ الضخم على رأسي، أذهب إلى الغرفة، لا أريدك أَنْ تقرأ معي، فأنت تُشتت تركيزي بنظراتِك تلك، نهضتُ مِن عِندها بضحكةٍ أُخفي بِهَا الصُداع الحاد، بعد ساعتين أوتار حبالها الصوتية عزفت باسمي، قبل أَنْ تُكمل العزف وجدتني أمامها، قالت لي: استلقي هُنّا وأشارت إلى السرير، أريد أَنْ أُجري عليك بعض المهارات العملية للجهاز القلبي الوعائي، أكشف صدركَ، سأعتبر نفسي في الإمتحان وأنت المريض، سأبدأ بالكشف النظري(Inspection)، لا توجد أي تشوهات، مهلًا توجد منطقة كثيفة الشعر وأُخرى لا، قاطعتُهَا مُمَازِحًا لأنّكِ تضعي يدكِ عليهَا كثيرًا ، لو وضعتِها على صحراءِ قاحلة لأنبتت فيها الأشجار، ثُمَّ هذه المرّة بالسماعة الطبية على صدري، هيّا انهض ستفشلني أنت ..
في ليلة الإمتحان قلت لها: أرجوكِ كفى، السهر ليس جيدًا، أريد أن استيقظ الخامسة فجرًا، لقد تبقت أقلّ من أربعِ ساعات.. هيّا نامي وأنا سأُيقظكِ، الآن عليّ أن أبقى مُستيقظًا إلى الساعة الخامسة فجرًا، أخاف أَنْ أنام دون أن أيقظهَا، مِن أجلِهَا سأبقى مُستيقظًا ولو دهرًا ..
خرجت من قاعة الإمتحان تكادُ الأرض لا تسع سعادتها، قالت لي: أنظر إلى أثر أظافري على جسدك، وهذا يدل عَلى أنّك رجلًا حقًّا، إنّي أرى الثُريّا مِن هُنَا ..
أفعلوا أشيائكم بحُب، بالحُبِّ نتغلّب على أي شيء ..
الحب لا يشغلنا عن تحقيق ما نطمح طالما هنالك من نتّكئ عليه بكامل قوتنا ومتيقنين أنه لن يخذلنا.. مساء الفل
زوجتي تَدرسُ علوم الطّب والجراحة، فِي المرحلة السريرية(Clinical: أي المرحلة العملية)..
مَضى على زواجِنَا أربعة أَشْهُر، فِي بادِئ الأمر كانت رافضة لفكرة الزواج الآن، بحجةِ أنّ هذا يتعارض مع دِراستِهَا، قُلتُ لَهَا جُملةً جعلتها تبكي وتُغيّر تفكيرهَا:
" عندما طلبتُ يدكِ ليس لأجعلهَا ضعيفةً إِنَّمَا أَردّتُ أَنْ أُنْبِت عَلَيهَا ريشًا يُحلقُ بكِ إلى الثُرّيَا" ..
لم يُكنْ الأمر سهلًا البتّة، كان عليّ أن ألتزم بِكُلِّ شَيْءٍ يَخُصهَا، كُنتُ دائمًا استيقظُ قبلهَا، أجهزُ لَهَا كُلّ ما يخصها، لأَنَّهَا دائمًا ما تكون مُتعبة مِنْ الدراسة ..
الفترة الأشدّ سوادًا، كُنت أبغضها أكثر مِنْهَا، فترة الإمتحانات، دائمًا ما تجعلهَا تبكي، وأُلقي بالشتائم على وزارة التعليم العالي، وأقول لَهَا لو رأوْا دموعكِ لتمّ إلغاء ما يُسمى إمتحانات ..
جاءتني بكتابٍ للطب الباطن(Internal Medicine )، تبذلُ جهدًا في حملهِ، يُسمى(Davidson’s Medicine), بصوتٍ أقرب للبكاءِ قالت لي: سأمتحن في كُلِّ هذا بعد شهرٍ فقط ..
قُلت لَهَا ما زال لدينا الوقت، هيّا سندرسهُ معًا، سأجعلكِ تشرحين لي وأرددّ معكِ ما تريدين حفظهُ، هذا سيُسهل عَلَيْكِ كثيرًا، ابتسمت وقالت لي: فكرة رائعة، هَيّا لننفذهَا ..
البداية كانت رائعة جِدًّا؛ لكنني لم استطع أَنْ أصمد كثيرًا، فأبحرتُ بعيدًا في جمالِ عينيهَا، فجأة إذا بالكتابِ الضخم على رأسي، أذهب إلى الغرفة، لا أريدك أَنْ تقرأ معي، فأنت تُشتت تركيزي بنظراتِك تلك، نهضتُ مِن عِندها بضحكةٍ أُخفي بِهَا الصُداع الحاد، بعد ساعتين أوتار حبالها الصوتية عزفت باسمي، قبل أَنْ تُكمل العزف وجدتني أمامها، قالت لي: استلقي هُنّا وأشارت إلى السرير، أريد أَنْ أُجري عليك بعض المهارات العملية للجهاز القلبي الوعائي، أكشف صدركَ، سأعتبر نفسي في الإمتحان وأنت المريض، سأبدأ بالكشف النظري(Inspection)، لا توجد أي تشوهات، مهلًا توجد منطقة كثيفة الشعر وأُخرى لا، قاطعتُهَا مُمَازِحًا لأنّكِ تضعي يدكِ عليهَا كثيرًا ، لو وضعتِها على صحراءِ قاحلة لأنبتت فيها الأشجار، ثُمَّ هذه المرّة بالسماعة الطبية على صدري، هيّا انهض ستفشلني أنت ..
في ليلة الإمتحان قلت لها: أرجوكِ كفى، السهر ليس جيدًا، أريد أن استيقظ الخامسة فجرًا، لقد تبقت أقلّ من أربعِ ساعات.. هيّا نامي وأنا سأُيقظكِ، الآن عليّ أن أبقى مُستيقظًا إلى الساعة الخامسة فجرًا، أخاف أَنْ أنام دون أن أيقظهَا، مِن أجلِهَا سأبقى مُستيقظًا ولو دهرًا ..
خرجت من قاعة الإمتحان تكادُ الأرض لا تسع سعادتها، قالت لي: أنظر إلى أثر أظافري على جسدك، وهذا يدل عَلى أنّك رجلًا حقًّا، إنّي أرى الثُريّا مِن هُنَا ..
أفعلوا أشيائكم بحُب، بالحُبِّ نتغلّب على أي شيء ..
الحب لا يشغلنا عن تحقيق ما نطمح طالما هنالك من نتّكئ عليه بكامل قوتنا ومتيقنين أنه لن يخذلنا.. مساء الفل
مواضيع مماثلة
» مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري
» مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري
» مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري
» مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري
» مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري
» مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري
» مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري
» مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري
» مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى